محبة

في رحلته إلى عُمان عام ٢٠٠٤، أستاذا مشاركا بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس- احتاج أخي الجزائري الحبيب البروفيسور حواس مسعودي، إلى السفر عن طريق القاهرة، ثم اتسع له بها وقت استحسن أن يزور فيه حي الأزهر والحسين.
قصد الحي بأسرته في سيارة أجرة يقودها شاب صَموت، سأله عن مقصده، ولولا حاجة في نفسه ما سأله عن بلده؛ فلما عرف أنه جزائري سأله عما يريد بزيارة الحي، وماذا يريد غيرها؛ فارتاب فيه أخي -وليس أسوأ من سُمعة سائقي سيارات الأجرة- واستكفاه بإيصاله إلى ساحة الحي.
عندئذ قال له السائق الشاب: أستطيع أن أحملك وأسرتك إلى كل مكان تريدونه من الآن إلى الثانية عشرة مساء، مجانا! فدهش له أخي قائلا: كيف هذا! إن وراءك لسرا! فقال السائق الشاب: رحم الله أبي؛ قال لي -وكان قد عمل بالجزائر مدة-: كل ما نحن فيه من خير فمن الجزائر؛ فإذا صادفت منها أحدا فاخدمه مجانا، فهذه وصيته، وأنا أنفذها!
فقال له أخي: رحم الله أباك، وبارك فيك! يكفيني كلامك هذا، ولابد أن أوفيك حقك!
ثم قال لي: لو يعلم المصريون ما لمصر في قلوب الجزائريين لقدَّسوهم!

Related posts

Leave a Comment